مــ ــلف كــآمل عـن تـاريخ النـادى الأهـلى
قصة الأهلي بدأت مع قصة كفاح ونضال شعب مصر في مطلع القرن العشرين وهو النضال الوطني الذي أشعله الزعيم الوطني مصطفى كامل في حماس المثقفين المصريين. وكان طلبة المدارس العليا وخريجوها هم صفوة المثقفين في مصر وأملها في التخلص من الاستعمار البريطاني. وكان نادي طلبة المدارس العليا الذي أنشئ عام 1905 بمثابة شوكة في جسد الاحتلال البريطاني لأن الزعيم الكبير مصطفى كامل يستغل هذا النادي في إشعال حماس الطلبة ضد الاحتلال، فرأت السلطات البريطانية أن تقضي عليه فساعدت في إنشاء ناد رياضي يشغل الشباب ويحولهم إلى الرياضة بعيدًا عن السياسة. وخاب ظن الإنجليز وفشلت سياستهم، وحل النادي الأهلي محل نادي المدارس العليا وتحول كله إلى النادي الأهلي وإذ بالروح الجديدة... روح النادي الأهلي تحقق المعجزة وأصبح النادي الأهلي ناديًا وطنيًا وسياسيًا للمصريين.
فكرة تأسيس النادي الأهلي (عام 1907)
ولدت فكرة تأسيس النادي الأهلي في ذهن عمر لطفي بك الذي وجد من خلال رئاسته لنادي طلبة المدارس العليا الذي أنشئ في الثامن من شهر ديسمبر 1905 واختارته الجمعية العمومية لرئاسة النادي، وقد اعتبر أن تأسيس نادي طلبة المدارس العليا سياسيًا بالدرجة الأولى، ووجد أن هؤلاء الطلبة بحاجة إلى ناد رياضي يجمعهم لتمضية وقت الفراغ وممارسة الرياضة.
صاحب فكرة تأسيس الأهلي
(عمر لطفي بك)
ولد بالإسكندرية عام 1867م وهو أحد مؤسسي النادي الأهلي وعضو اللجنة الإدارية العليا في الفترة من 24/4/1907 إلى 1911 وكان وكيلاً لمدرسة الحقوق وعمره (38 عامًا) وصديقًا للزعيم مصطفى كامل. وقام بعرض فكرة إنشاء النادي على مجموعة من أصدقائه وتحمسوا للفكرة. وتوفي لرحمة الله عام 1911.
اقتراح اسم النادي الأهلي:
أول من اقترح اسم النادي الأهلي للرياضة البدنية هو / أمين سامي باشاـ وكان ذلك في 25 فبراير 1908.
لماذا سمي النادي الأهلي بهذا الاسم؟
سمي الأهلي بهذا الاسم لأنه نشأ لخدمة لطبة المدارس العليا والذين كانوا الدعامة الأساسية للثورة ضد الاحتلال الانجليزي، ولذلك نشأ وطنيًا مصريًا للم شمل هؤلاء الطلبة، وسمي بالأهلي لما تحويه الكلمة من صفة الوطنية ومن ترجمة كلمة "National" (ناشيونال)، أي الوطني.
الزعيم مصطفى كامل الحزب الوطني، وقرر الحاضرون للتأسيس تكوني شركة رأسمالها "خمسة آلاف جنيه مصري" على شكل ألف سهم وقيمة السهم الواحد خمسة جنيهات.
ويعتبر النادي الأهلي أول ناد للمصريين في مصر. وتأسس في أوائل القرن العشرين في وقت كانت مصر تحت وطأة الاحتلال البريطاني.
أول رئيس للنادي الأهلي:
اختارت اللجنة الإدارية العليا (مجلس الإدارة) مستر/ متشل أنس (الانجليزي) كأول رئيس للنادي الأهلي وذلك للاستفادة من نفوذه لدى سلطات الاحتلال لتسهيل عملية الحصول على الأرض المناسبة لبناء النادي من قبل الحكومة، وأصبح هو أول رئيس للنادي الأهلي واستمر رئيسًا حتى يوم 2 أبريل 1908.
أول اجتماع رسمي للجنة الإدارية العليا للأهلي:
عقد أول اجتماع في 24 أبريل 1907، واجتمعت اللجنة في الخامسة والنصف مساءً بمنزل مستر / متشل أنس بالجيزة برئاسته وعضوية إدريس راغب بك وأصحاب السعادة إسماعيل سري باشا وأمين سامي باشا وعمر لطفي بك ومحمد أفندي شريف سكرتيرًا. الاجتماع الثاني للجنة الإدارية العليا للأهلي:
الاجتماع الثاني للجنة الإدارية العليا للأهلي:
وطرح إسماعيل سري باشا الرسم الذي صممه للمبنى الرئيسي للنادي باعتباره مهندسًا معماريًا.
وفي نفس الجلسة عرض عمر لطفي بك عقد الشركة.
شركة النادي الأهلي للألعاب الرياضية:
وافق المجتمعون من المؤسسين على إنشاء الشركة وهي شركة مدنية باسم "النادي الأهلي للألعاب الرياضية".
الصورة النهائية لعقد شركة تأسيس النادي الأهلي:
وضع عمر لطفي بك الصورة النهائية لعقد شركة تأسيس النادي الأهلي ووقع عليه مجموعة المؤسسين، وقد طرحت أسهم شركة تأسيس النادي الأهلي للاكتتاب العام في 26 مايو 1907 وكانت قيمة السهم خمسة جنيهات.
الاحتياجات المالية لبناء النادي:
عقدت اللجنة الإدارية العليا للنادي الأهلي للألعاب الرياضية اجتماعًا في 13 يونيو 1907 لبحث الاحتياجات المالية اللازمة واقترح سعادة إسماعيل سري باشا أن المصروفات اللازمة للنادي كانت على الوجه التالي:
البند التكلفة
بناء البيت 1800 جنيه
إصلاح الأرض للعب الكرة 200 جنيه
المنقولات 200 جنيه
عمل ملعبين للتنس 240 جنيه
ملعب احتياطي 120 جنيه
الاجمالي 2560 جنيه
وفي هذه الجلسة تقرر نقل حسابات النادي من البنك المصري إلى البنك الأهلي وتودع فيه باسم النادي كل أقساط الاكتتاب وتعيين شركة محاسبة لحسابات النادي وهي شركة أجنبية اسمها "راسيل كوررويت".
وقد كان هدف شركة النادي الأهلي عند تأسيسها جمع مبلغ 5000 جنيه إلا أنه تم جمع 3165 جنيه على مدى عام ولم يكن المبلغ كافيًا مما دفع النادي إلى الاقتراض، فتم عمل قرض قدره 1000 جنيه من البنك الأهلي في مارس 1908 بضمان عمر سلطان بك وإدريس راغب وطلعت حرب بك.
أرض النادي الأهلي:
في 19 يونيو 1907 تسلم الجيل الأول من أبناء النادي الأهلي الأرض وذلك من مصلحة أملاك الدولة ومساحتها أربعة أفدنة وثمانية قراريط وسبعة عشر سهمًا حصل عليها المؤسسون بإيجار رمزي قدره قرش صاغ واحد سنويًا ولمدة عشر سنوات. وكانت هذه الأرض هي اللبنة الأولى التي رسمت عليها خريطة النادي الأهلي واختير بدلاً منه عزيز عزت باشا رئيسًا للجنة الإدارية العليا للنادي ليكون الرئيس الثاني. وقد غادر مستر / متشل أنس القاهرة بعد ذلك عائدًا لبلاده ليتسلم مهام منصبه الجديد كمستشارًا للسفارة البريطانية بواشنطن.
الإعلان عن افتتاح النادي:
قررت اللجنة الإدارية العليا في جلساتها في 17 ديسمبر 1908 الإعلان عن قرب افتتاح النادي بدءًا من الأول من يناير 1909 ووزعت استمارات الاشتراكات في نادي طلبة المدارس العليا ومكتب عمر لطفي، وصحيفتي اللواء والمؤيد وذلك لارتباط الأهلي بالطلبة وارتباطه بالحزب الوطني ومصطفى كامل.
حفل افتتاح النادي الأهلي
أقيم حفل الافتتاح في 26 فبراير 1909، وكان الافتتاح الرسمي للنادي في المبنى الرئيسي للأهلي، وقد حضر الحفل مستر / متشل أنس أول رئيس للنادي رغم استقالته وسفره.
دخول الكهرباء للنادي:
دخلت الكهرباء للنادي الأهلي عام 1922 وكان ذلك واحدًا من مشروعات الأهلي الكبيرة، حيث كان النادي يضاء بالفوانيس وطرقاته وحديقته تضاء بالغاز منذ تأسيسه حتى دخول الكهرباء، وتكلف دخول الكهرباء بدلاً من الغاز 52 جنيهًا، واحتفل الأعضاء احتفالاً كبيرًا بدخول الكهرباء. صالة راتب:
تقدمت أسرة راتب في عام 1923 برغبتها في بناء صالة كبرى وغرفة لخلع الملابس على نفقتها في ذلك الوقت وبتكلفة إجمالية 400 جنيه وسميت بـ (صالة راتب) وما زالت آثارها باقية حتى اليوم، وكانت الصالة صالونًا للاجتماعات واللقاءات الأسرية داخل النادي وأقيمت بها حفلات الأسرة المالكة.
طرد الأجانب من عضوية النادي:
قرر الأهلي في جمعيته العمومية في 4 يناير 1924 طرد الأجانب من عضوية النادي وقصرها على المصريين.
تخليص النادي نهائيًا من الأجانب:
صدر قرار جرئ من الجمعية العمومية للنادي عام 1925 في جلسة غير عادية بألا يقبل النادي في عضويته إلا المصريين.
وضع النادي تحت رعاية الملك فؤاد:
في 8 يناير 1929 أصبح النادي الأهلي تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد في عهد جعفر ولي باشا رئيس النادي.
حكاية لون فانلة الأهلي:كان الزي الرسمي لفرق كرة القدم بالأهلي هو الفانلة الحمراء والشورت الأبيض. وترجع قصة هذا اللون إلى سنة 1911 وكانت الفانلة مخططة طوليًا باللون الأحمر والأبيض ثم طورت الفانلات نصفها أحمر ونصفها أبيض طوليًا، وأخيرًا استقر على اللون الأحمر لأنه لون العلم المصري وقد كان هو العلم العثماني في فترة حكم الخديوي عباس حلمي الثاني في ذلك الوقت واللون الأبيض هو لون الهلال والنجوم. تعيين كاتب بالأهلي: بجلسة 23 فبراير 1914 برئاسة صاحب السعادة عزيز عزت باشا وبحضور طلعت بك حرب وسعادة أحمد شفيق باشا. قررت اللجنة تعيين كاتب بمرتب اثنين جنيه. وكذا تبرع سعادة عزيز عزت باشا رئيس النادي بمبلغ ثلاثة جنيهات افرنكية لمساعدة أعضاء تيم كرة القدم في ثمن القمصان المشتراه لهم من انجلترا. شعار الأهلي قديمًا: صمم شعار النادي الأهلي في 3 نوفمبر 1917 وكان من تصميم محمد شريف صبري بك عضو النادي وخال الملك فاروق. وكان الشعار مزينًا بتاج الملك وهو رمز الحكم في الطرف الأعلى وفي الطرف المبانيحمام سباحة الأهلي: أنشئ حمام السباحة بالنادي الأهلي بالجزيرة عام 1945 وهو ثاني المشروعات العملاقة في تاريخ الأهلي والذي أخذ جهدًا ووقتًا ومالاً. المبنى الجماعي: بدأت فكرة إنشاء المبنى الاجتماعي بالنادي الأهلي وصاحب هذه الفكرة هو عضو النادي محرم باشا سنة 1954، وقد افتتح المبنى في 14 ديسمبر 1968. تعديل اسم الأهلي إلى "النادي الأهلي للرياضة البدنية":عدلت الجمعية العمومية للنادي في جلسة غير عادية في 15 مارس 1940 بعض المواد في لائحة النظام الأساسي للنادي منها: "أن يسمى "النادي الأهلي للرياضة البدنية". وذلك لأن الرياضة أهم وأشمل من الألعاب الرياضية". كابتن الأهلي: منح لقب "كابتن النادي" إلى حضرة الأستاذ محمود مختار "التتش" نظرًا للخدمات الجليلة التي قدمها حضرته للنادي بصفة خاصة وللرياضة بصفة عامة على أن يكون من اختصاصه رفع تقارير نصف شهرية بملحوظاته عن الألعاب المختلفة بالنادي وما يراه من اقتراحات بشأنها. وذلك بجلسة اللجنة العليا في 17 أكتوبر 1940. سيدة الغناء العربي في حفلات الأهلي: كانت أم كلثوم نجمة حفلات الأهلي في الأربعينات والخمسينات، وكانت هي سيدة الغناء العربي، ورغم أن النادي الأهلي يستفيد بالدخل للصرف على بعض أوجه نشاطه فإنه كان أحيانًا يساهم بهذا الدخل في مشروعات خيرية مثل مشروع يوم المستشفيات عام 1943، حيث تبرع بدخل حفل أم كلثوم بعد استقطاع المصروفات وكانت مائتي جنيه حيث كان دخل حفلات أم كلثوم يتجاوز الألف جنيه في الخمسينات ونظرًا لمكانة النادي الأهلي ومكانة أم كلثوم كان الملك فاروق يحضر حفلات النادي. حفل أم كلثوم بالأهلي ومنحها وسام الكمال: أقام الأهلي حفل عيد الفطر المبارك عام 1946 وكانت أم كلثوم هي نجمة الحفل وحضرها الملك فاروق وأنعم عليها بوسام الكمال عند حضوره للحفلة. وكان الكاتب الكبير مصطفى أمين عضو مجلس الإدارة قد أقنع الملك فاروق بالحضور للحفلة. جمال عبد الناصر رئيسًا شرفيًا للأهلي:أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله الرئاسة الشرفية للنادي الأهلي في 17 يناير سنة 1956 تقديرًا للدور الوطني الذي لعبه الأهلي في مساندة الثورة وتدريب الفدائيين. جمال عبد الناصر في زيارة الأهلي: قام جمال عبد الناصر في شهر أكتوبر 1960 بزيارة النادي الأهلي، وصحب معه ملك أفغانستان لمشاهدة مباراة دولية في الهوكي أقيمت على ملعب النادي وكان وقتها الاقتصادي الكبير أحمد عبود باشا رئيسًا للأهلي.
يُتبـع ..